يعد الطلاق من بين إحدى التجارب المؤلمة التي يمكن أن يخوضها جميع أفراد العائلة، وخاصة الأطفال، لكن كيف يتخطَّى الطفل طلاق والديه؟ هذا ما تجيب عنه المتخصصة بعلم نفس الطفل، مارينا بوغمالوفا لاحدى الصحف الروسية.

الخطأ الأكبر: لا طلاق من أجل الأطفال

بداية يجب الأخذ في الاعتبار أن اتخاذ قرار الطلاق أمر صعب، ولكن إذا فشلت كل محاولات الزوجين للعيش معاً يعتبر الطلاق الخيار الأنسب، لكن فكرة أن يضحي الآباء بأنفسهم لمواصلة علاقة فاشلة من أجل الطفل تجعل الأمر أكثر سوءاً بالنسبة له، إذ يؤثر ذلك سلباً على حياته وصحته النفسية.

فالطفل يستطيع أن يفهم كل ما يحدث من حوله، حتى تلك المشكلات التي تخفيانها وتظنان أنه لن يعرف عنها شيئاً، فما نجهله حقاً هو أن الأطفال بارعون في قراءة العواطف.

أيضاً تقديم التضحيات يجعل الآباء لا شعورياً ينتظرون مكافأة أو تعويضاً عاطفياً عن المعاناة الزوجية من قبل الطفل، وعند عدم الحصول على الامتنان من جانب الأطفال ينمو الشعور بالضرر والألم، ولذلك يعتبر الطلاق أحياناً أمراً ضرورياً.

حذار من خداع الطفل!

غالباً ما يلجأ الآباء إلى أسلوب الخديعة بخصوص أمر الطلاق، مثل أن يتم إخبار الطفل بأن الأب قد سافر في رحلة عمل طويلة، أو ذهب ليهتم بأمه المريضة.

لكن إخفاء مثل هذه الأمور على الطفل قد يزيد من مستوى قلقه، بشكل يؤثر سلباً على نفسيته، ويولد لديه مشاعر أفظع من الحقيقة في حد ذاتها.

وزيادة القلق عند الأطفال تثير العديد من المشكلات النفسية، فقد يصبح الطفل عرضة للتناقض أو الانغلاق، ومن الممكن أن يؤدي القلق والاضطراب النفسي إلى الإصابة بمشكلات جسدية مثل أمراض الحساسية، واضطرابات المناعة، وعدم التحكم في ردود أفعاله.

كما أن الصدمة النفسية التي يتعرَّض لها بعد معرفة حقيقة الخدعة سيكون لها تأثير سلبي على حياته المستقبلية، بسبب انعدام الثقة ووجود صعوبات في إقامة علاقات شخصية.

علاوة على ذلك، يميل الطفل إلى إلقاء اللوم على نفسه في مسألة طلاق والديه، معتقداً أن أباه لم يغادر بسبب أمه، بل بسببه لأنه شخص سيئ.

كيف يخبران الطفل؟

إذا اتُّخذ قرار الطلاق ولم يعد هناك سبيل للتراجع، يجب على الوالدين الانفصال بطريقة حضارية. وهذا يتطلب عدم إعلام الطفل بقرار الطلاق من قبل الطرفين، فهذا يضغط عليه.

بل يجب التحدث إليه بهدوء، كما يجب إعلامه أنه لا ذنب له في الطلاق، وأن هذا لن يغير شيئاً في طريقة التعامل معه.

الدعم العاطفي

كما يجب الاستعداد للإجابة بصدق عن جميع الأسئلة المطروحة من طرف الطفل.

ولا بد من تقديم الدعم العاطفي للطفل والحرص على عدم التعامل بغضب معه، وإعطائه أقصى قدر من الاهتمام والعطف حتى في حالات الحزن، كما لا يجب التحدث بسوء عن الطرف الآخر من أجل مصلحة الطفل.